بقلم/ إبراهيم مليك؛؛؛؛؛؛
إن السبب الأساسي وراء إنحدار الأوضاع بالسودان هو فقدان الأخلاق وغياب الضمير من بعض الساسة ...
تشكيل الوعي السياسي لا يأتى صدفة إنما يأتى عبر مراحل تبدأ بمعرفة أبجديات السياسة والتى غايتها هى تحقيق المصالح وتقليل المفاسد وحراسة مقدرات الشعب لا تدميرها وهذا ما توافقت عليه جميع المدارس السياسية لأن السياسة ليست خبط عشواء إنما هي علمٌ وفن له علماؤه وفطاحلته...
فى السودان صارت السياسة وسيلة للتكسب والارتزاق واكتناز الأموال أصبح التنافس فيها بلا أدنى مبادئ أخلاقية ولا ضوابط لممارستها وهذا ما فتح باب الفوضى على مصراعيه لكل من هبَّ ودبَّ يصبح سياسي...!!
عندما يكون السياسي منطلقاته مبنية على المنفعة الشخصية والنظرة القبلية فإنه يتجرد من القيم والأخلاق وهذا ما يجري فى السودان ...
ليس جديداً ولا غريباً أن يسقط نظام سياسي كما سقطت حكومة الإنقاذ فقد سبقتها أنظمة سياسية سقطت بثورة شعبية ولكن أن يكون البديل أسوأ من النظام السابق هذه هي الكارثة التى أعقبت سقوط الإنقاذ لأن الذين أسقطوها لا يملكون مشروعاً بديلاً واضحاً إنما كرّسوا جهدهم للتدمير لا البناء ....
ثمة ملاحظات مهمة تحتاج إلى وقفة وتأمل وهي زيادة خطاب الكراهية تجاه الكيزان وبسببه تم تدمير السودان وتشريد شعبه والتنكيل به بصورة لم يسبق لها مثيل ...
ومن المفارقات أن الحرب على الكيزان ليست حرب سياسية إنما حرب نفسية يمارسها نشطاء سياسيون من اليسار ضد خصومهم الإسلاميين وهذا صراع قديم متجدد فى السودان والجديد فيه هو خلط هذا الصراع بدوافع قبلية عنصرية بغيضة....
تنطلق قيادات الحرية والتغيير لتدمير السودان عن قصد عبر آليات العنف القبلي متخذين من مليشيا الدعم السريع ذراعاً عسكرياً لمحاربة خصومهم السياسيين من الإسلاميين ونسوا أن نهاية المطاف ستكون المواجهة بينهم وبين مليشيا الدعم السريع الذي هو عبارة عن حفرة السوء التى زادوا فى توسعتها بدلاً من ردمها وحتماً سيقعون فيها لأن هذه سنة كونية ...
التركيز على محاربة كيزان النخب النيلية أكبر دليل على عنصرية مليشيا الدعم السريع التى يتوارى من خلفها بعض كوادر دارفور الانتهازيين من النشطاء الذين تنكروا لإخوانهم فى التنظيم بدوافع قبلية وعنصرية ومصالح شخصية وهذا يؤكد أن بعض السياسيين السودانيين بلا أدنى أخلاق وهم سبب انحدار الدولة السودانية لهذا المستوى المتدني...
عندما يُطْلِق إعلام الدعم السريع على الجيش السوداني اسم مليشيا البرهان فهذا أكبر دليل على عنصرية قادة المليشيا والذين يقفون وراءها لأن الجميع يعلم أن البرهان لا يملك جيشاً إنما دفعت به قيادات الحرية والتغيير لرئاسة المجلس السيادي وقيادة الجيش وعندما لم يحقق لهم رغباتهم انقلبوا عبر مليشيا الدعم السريع التى تتشظى يوماً بعد يوم رغم انتصاراتها المتوهمة والصورية والتي تحققت بدوافع عنصرية وقبلية ومؤامرة مفضوحة فى دارفور لأنها عملوا بنظرية أنا وابن عمي على الغريب وهذا النهج العنصري سيكون وبالاً على أهل السودان مالم يتم تداركه لأن قومية القوات النظامية يحفظ تماسك الدولة ويجنبها من التكتلات العرقية ورأينا ذلك فى طبيعة مليشيا الدعم السريع كيف ارتدت على القبائل أسلحتها التى نالتها عبر المحاصصات القبلية .!!
إن بيانات بعض أبناء المكونات القبلية بدارفور وإعلانهم الخروج من مليشيا الدعم السريع بسبب جرائمها دليل على أن مستقبل هذه المليشيا إلى زوال مهما حققت من انتصارات وأن الدولة لن تحكمها قبيلة واحدة مهما أوتيت من منعة فالسودان لم يكن مملكة للمتوهمين أنهم سينفردون بالحكم تحت قوة السلاح ...
كل الإرهاصات تشير إلى أن السودان فى طريقه للتشظي والانقسام إذا سارت الأمور على ممارسة التضليل والتخريب تحت ذريعة محاربة الكيزان ...
بسبب محاربة الكيزان دمرت الخرطوم واستبيحت بصورة كاملة من مليشيا الدعم السريع.
بسبب محاربة الكيزان تم تخريب مدينة نيالا وزالنجي وكتم !!
بسبب محاربة الكيزان تم استباحة مدينة برام وكبم!!
بسبب محاربة الكيزان تم استباحت مدينة العليفون بشرق النيل !!
بسبب محاربة الكيزان تم تشريد أكثر من ستة مليون مواطن سودانى!!
بسبب محاربة الكيزان تم قتل مواطني أردمتا بولاية غرب دارفور !!
إن هذا السلوك الإجرامي الذي يمارس على الشعب السوداني بحجة محاربة الكيزان يعتبر أكبر أكذوبة فى تاريخ السودان خاصة إذا قارنا وجود الكيزان داخل مليشيا الدعم السريع مما يؤكد أن الشعب السوداني ينطلى عليه الخداع وهو قابل للتطويع والغش بحكم عاطفته الزائدة وبعضه قابل للبيع وتغيير مواقفه مقابل مكاسب شخصية ...
إن المخرج من هذا المأزق هو التخلي عن هذا الوهم ومواجهة الحقيقة وهي أن الدولة لا تبنى بالكذب والخداع والعنصرية وأن هذه الفرية التى يتخذها القحاتة ومليشيا الدعم السريع ذريعة لتدمير السودان يجب أن تتوقف وأن الشعب السوداني ليس بهذه السذاجة والغباء حتى يصدّق هذه الإدعاءات ...
إن اتخاذ النخب السياسية العنف والقتل وسيلة لتحقيق هدفهم هو أكبر جرم ويجب محاسبة مرتكبيه حتى نخرج من دوامة المتوالية العددية فى الحروب ...
من أراد الحكم عليه أن يطرح مشروعه وحجته لا أن يواجه الشعب بالسلاح ..
يعرف الشعب السوداني أن مليشيا الدعم السريع صناعة كيزانية ولكنها تطورت ونمت فى عهد القحاتة واستخدموها فى مواجهة خصومهم ...
وهذا أكبر دليل على نفاق وكذب الحرية والتغيير فى محاربة الفلول كما يزعمون وإلا لما استخدموا أدواتهم ..
مالم يستجمع الشعب السوداني قوته وإرادته ويتصدى لجرائم مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي من الحرية والتغيير التى تبحث عن شرعية بقوة السلاح فإن هذا التدمير لن يتوقف والمعاناة ستطول والخاسر هو الشعب السوداني لأنه صاحب الكلمة الأخيرة .
مشاركة الخبر علي :
مشاركة الخبر علي :