بقلم/د.احمد التجاني محمد
لم تنسي الأيام تلك الذكريات الجميلة ونحن طلاب بمعهد امدرمان العلمي الثانوي الذي رسم عندي القناعات والتوجهات فاستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية يلقي على مسامعنا امهات المدارس من المتكلمين ويقدم لنا محاضرة عن الأشاعرة
و المأتريدية والمعتزلة وغيرهم ..
عرف المعتزلة بأنهم أصحاب القول بالمنزلة بين المنزلتين وكثرت الروايات فى سبب ظهور المعتزلة وتسميتهم بهذا الاسم
من ذلك ما ذكره واصل بن عطاء فى حلقة الحسن البصرى حين دخل أحد السائلين فقال: «يا إمام الدين، لقد ظهرت فى زماننا جماعة يكفّرون أصحاب الكبائر، والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة فاجاب هم ليسوا كفاراً ولا مؤمنين بل في (منزلة بين المنزلتين)،
والمقصود بهذه المنزلة هي منزلة مرتكب الكبيرة فهو في منزلة وسطى تتجاذبها منزلتان، منزلة (الكفر ومنزلة الإيمان،) فليست منزلته منزلةَ الكافر، ولا منزلةَ المؤمن، بل له منزلة بينهما، كما يقول القاضي عبدالجبار شارح كتاب أصول المعتزلة
من هنا جاء الحياد شبيها بالمنزلة بين المنزلتين فالمحايد ليس في منزلة أي من الطرفين بل هو في منزلة وسطى من الاثنين.
عقب خروج (جبريل مناوي) من هذه المنزلة واعلانهما التخلي عن (الحياد) واشهار الوقوف بجانب القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية
لم تصمت المدينة من صدأ هذا الإعلان التاريخي
والتحول الكبير لحركات الكفاح الموقعة على السلام
حتى جاء المرسوم الدستوي مدويا
فخر السقف على رأس الطاهر حجر ومن بقي معه بالمنزلة بين المنزلين ..!
رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان جاء مرسومه بعد أن تمايزت الصفوف وخلد كل في الجهة التي يحب.
وسارع عضو السيادي المقال الطاهر حجر إلى إصدار بيان هزيل
ينم عن حالة المغرم بالمنصب والمتمسح بالكرسي متذرعا بحيل كاذبة تارة ومدعيا النصح للقوات المسلحة تارة أخرى ..!
نقف مع بعض ما جاء في بيان (حجر)
أولًا بعد حرب ١٥ أبريل انفرد قائد الجيش بإصدار مراسيم غير دستورية، بإسم مجلس السيادة الذي لم يجتمع منذ أكثر من عام لعدم وجود نصاب قانوني لاجتماع المجلس ،والوثيقة الدستورية لم تمنح رئيس مجلس السيادة سلطة اصدار مراسيم وقرارات بشكل منفرد ، لهذا لا يوجد أي سند دستوري وقانوني لما يصدر عن قائد الجيش بإسم مجلس السيادة .
نصت المادة ١١ البند ٢ من الوثيقة الدستورية علي الآتى “يُشكل مجلس السيادة من أربعة عشر عضواً، خمسة أعضاء مدنيين تختارهم قوى الحرية والتغيير، وخمسة أعضاء يختارهم المكون العسكري، وعضو مدني يتم اختياره بالتوافق بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير ،وثلاثة أعضاء تختارهم أطراف العملية السلمية الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، ويجوز للجهات التي قامت بالاختيار حق تعيين واستبدال ممثليهم). بموجب انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ تم اعفاء الاعضاء المدنيين ،الذين تم تسميتهم بموجب نص المادة أعلاه ،واثناء حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ قام قائد الجيش بإعفاء ثلاثة اعضاء من المجلس ،بمراسيم غير دستورية، وتأسيسًا على ذلك ، ادعو زملائي التسعة من عضوية مجلس السيادة الشرعيين لعقد اجتماع عاجل لمجلس السيادة، لتحمل المسؤولية الوطنية في هذا الظرف التاريخي الدقيق الذي تمر به بلادنا ،جراء هذه الحرب التي أهلكت الانفس والثمرات ،ودمرت البلاد وعم فيها الخراب ، لنعمل معًا على وقفها ، وكذلك لوقف العبث الدستوري ،الذي يمارسه قائد الجيش ،تلبية وتنفيذًا لأجندة النظام البائد، الذي اصبح يكتب ويوقع بإسم رئيس مجلس السيادة .
اصبح قائد الجيش يمارس كما النظام البائد سياسة فرق تسد بتقسيم اطراف السلام و خلق الفتنة و الوقيعة بينها هرباً من تنفيذ استحقاقات السلام .
رابعاً: اجدد موقفي الرافض للحرب وأأكد على موقف الحياد وبحكم مسؤولياتي الدستورية والوطنية أعلن عدم اعترافي بما صدر من قائد الجيش، و لن اتعاطى معه، بالمقابل سوف أقوم بواجباتي مع بقية اعضاء مجلس السيادة الشرعيين في تحمل المسؤولية، للعمل مع أطراف النزاع ،ومع القوى المدنية ،والأطراف الدولية، لوقف الحرب و استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي ،عبر الحلول السلمية المتفاوض عليها.
واسارع إلى القول ليته (سكت) وكظم غيظه
وتحمل ألم وحرقة هدم سقف المنزلة بين المنزلين على رأسه بدلا من هذا البيان الباهت الميت الذي يفتقر للموضوعية والمنطق
والصراخ والنهيق ودعوة الأعضاء المقالين من السيادي سابقا للاصطفاف خلفه.
السكوت على الباطل لدى حجر عبادة ودين يتقرب به إلى الله فطيلة السنوات الماضية لم نسمع عنه النصح والإرشاد ودعوة أعضاء السيادي السابقين ولم يحرك ساكنا لنصرة أي عضو معزول ..! وهو يصول ويجول بالسيارات الفارهة لرئاسة الجمهورية والطيران الرئاسي للرحلات الخارجية وفوق ذالك يأكل (مرباع) اموال تسيير مكتبه فضلا من الصفقات التي انشأ لها مكتبا بالخرطوم (الطائف)
لا أحد يلتفت لوعظ الثعالب الماكرة الواعظة بعد مراسيم العزل والاقالة ولن تجد إذن واعية وصاغية لهذه الترهات في قلوبنا نصائح حجر لا يؤخذ به ووجوده من عدمه واحد نصيحة ابليس لادم
(وقاسمهما اني لكما من الناصحين).
الرجل الثاني في حركة حجر اعلن الانحياز للجيش متخذا موقفا يغيظ الاول
ومع أعلان عبد الله يحيى نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان، الانحياز للجيش السوداني في معركة الكرامة الوطنية ضد الدعم السريع المتمردة والمحلولة وبهذا الإعلان أصبح السيد عبد الله يحي رئيسا للحركة بعد أن اصطفت كافة القيادات
والرتب والجنود خلفه
لانه موقف وطني خالص
ولا مكان لحجر في قلب
أي واحد من جماهير الحركة الذين ركلوا حجر بارجلهم وقلوبهم ووجدانهم موحدة للقتال مع القوات المسلحة في خندق واحد...
ولو كان لحجر نصيب من هذه القوات فلينقسم بحركته وان وجد له موضع فلعبد الله يحي مواضع.
مشاركة الخبر علي :
مشاركة الخبر علي :