بسم الله الرحمن الرحيم
أنطفأت الشعلة في ايوان باريس
18/ابريل /2024م
المستشار الجيلي ابوالمثني
elgaili119819@gmail.com
عندنا مثل شعبي سوداني بقول (القومة التودر حقك ولا القعدة ام بوم ) بمعني الحركة وعدم الرِكون بالمقابل السفر و التجوال في أرض الله الواسعة أما ان ترجع مُحمل بالمال الوفير أو تفقد القليل الذي كان بِحوزتك و في كلا الحالتين يُشير المثل للمكسب والربح ، اظن ان الثلاثة مجموعات من بني قحت أنتهجت نهج ذلك المثل ظناً منهم بأن المكسب في الحالتين وارد لذلك أصبحوا يتنقلون من دولة لآخري يتجولون في اسواق النخاسة السياسية يُسوقون بضاعتهم الفاسدة منتهية الصلاحية ثم يرجِعون خاليِ الوِفَاضُ يجرجرون إذيال الخيبة تُلاحقهم لعنات الشعب أينما نزلوا
( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ان هولاء القحتيون خسروا نعيم الدنيا والآخرة وهم في غفلةً يعمهون يحملون اوزأر كل الدماء التي أُرِيقت والحراير التي أُغتصبت والاموال التي نُهبت والاطفال الذين يُتموا والمساجد التي دُنست والخلاوي التي خُربت و النسل و الحرث الذي هلك و ما لا تُحصيه الصُحف ولا تُعبر عنه الكلمات ولكنها فتنة ومُصاب جلل اصاب البلاد والعباد ولكن( أن الله مع الصابرين ) كما قال النبي ﷺ عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له.
نحن أهل أيمان راسخ أمرنا كله خير سوف تخرج بلادنا من هذه الأزمة اكثر قوة وصلابة وبأساً شديد ،لا مجال في السودان الجديد الا للشرفاء الاتقياء الانقياء الذين بزلوا أغلي ما يملكون قدموا ارواحهم فداء الارض والعِرض الذين
يحتضنون السلاح بدلا من صغارهم
و يتكئون على البنادق عوضاً عن حجر الأم والزوجة
و يطوفون لتأمين الطُرقات بدلاً من الطواف على الأهل والاصدقاء و
يوزعون الرصاص بينهم بدلاً من الحلوى
و يتوشحون بالكاكي الأخضر بدلاً من الجلابية والعمامة البيضاء اولئك الاسود جنود القوات المسلحة واخوانهم من الوحدات الأخري والمجاهدين في سبيل الله هم اعظم درجة واكبر قدر هم أهل بدر لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وكانوا بصيص الأمل للبشرية كلها، بعودة منهج الله تعالى وعبادته على هذه الأرض كذلك جنودنا البواسل هم بصيص أمل اهل السودان بالتمسك بعهد الله واقامة حدوده وبسط شرعه وحفظ البلاد والعباد
هل هناك وجه شبه بين هولاء الشرفاء و أُؤلئك الملاعين الانجاس ملامحهم تكسوها الذلة والهوان والجُبن والخيبة والتعاسة ماذا بعد باريس الي اين الاتجاه والي إين المفر وإين يضعون الرحال هذه المرة لم يتركوا بلداً إلا طرقوا ابوابها طلباً للمزيد من الحطب كي لا تنطفي النار التي أوقدوها في ديار أهلِيهِم يريدونها مثل نار المجوس لا تنطفي الف عام ولكن خاب فَألُهُم و انطفأت هذه النيران، في إيوان باريس و سقط على إثرها من الإيوان كل بني قحت و ظهرت سوأتهم في وجوهِهِم
اللهم اجعل حظّ عبادك المظلومين والمستضعفين في السودان وافراً ونصيبهم كبيراً، وما أنزلت من شر، وبلاء، وداء، وسوء، وفتنة فاصرفه عنا وعن بلادنا، واجعله في الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن وآلاهم ممّن يصرّون على ما يفعلون وهم يعلمون، يا رب العالمين.
مشاركة الخبر علي :