بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } ان عِظم المسؤلية وتحمُل تبعاتها لأمرُ عظيم لذلك رفضت الجبال الراسيات اوتاد الارض رفضت حّمل الامانة ولجهل الانسان ومحدودية تفكيره وحبه للدنيا ونعيها الزائل التقط زمام المبادرة وحمل الامانة رغم ثقلها وعِظم أمرها ووضعها علي أكتافه، اول ما يبداء به الإنسان في رفع الاحمال يبداء باداء القسم علي كتاب الله القران الكريم مائة واربعة عشرة سورة ستة الف وثلاثومائة ثمانية واربعون آية ،قسماً مغلظ علي تحمُل المسؤلية كاملة بالتجرد والتفرغ التام لخدمة البلاد والعباد تكليفآ ليس تشريفآ والمسكين يكون قطع عهداً علي نفسه مع الله ورسوله والمؤمنين وهو لن يوفي به ثم ينتقل الي امانة اخري ينطبق عليها ما سبق من عهد ثم لا يوفي بالعهد مرةً آخري وهو في غفلة من أمره وياخذ ذلك من باب الادمان علي السلطة والتمتُع بالبرتكولات والوضع الاجتماعي ثم يصل حد المرض بالسلطة فلا يستطيع التخلي عنها ولا يستطيع الوفاء بالعهد الذي قطعه علي نفسه مع الله عزوجل
في خِضَمّ المعركة وهي في اوج أشتعالها انطلق كافة الوزراء ومديري الادارات والمؤسسات في الدولة و لاذوا بالمكاتب الفخمة والسيارات الفارهة ومنتزهات السقالة الوريفة في العاصمة البديلة ونسوا أو تناسوا العهد والميثاق والمسؤلية التي علي عاتقهم بانشغالهم بأشياء كثيرة ان تُبْدَ لهم تسؤهم بينما كان هناك اسدُُ يزأر يصول ويجول في عاصمته المثلثة التي تَسعّر بنيرأن الحرب وهي علي قِدر صفيحِ يغلي يتنقل بين ازقتها وحواريها هنا وهناك يتفقد رعاياه بوَجْهُ صبوحّ تكسوه الهيبة والوقار يُسر لرؤية الحسُن و يتطاير من عينيه الشرر أن راي قبيحاً أَسَاءَ الناس لم يذق طعم النوم منذ ثلامائة وثمانون يوماً رجلُ يخشي الله ويؤدي الأمانة يُوفيّ بالعهود والمواثيق التي عاهد يبذل كل ما في وسعه ما استطاع الي ذلك سبيلا بل يُكلف نفسه فوق طاقتها لأنجاز المهام الصعبة في ظروفاً استثنائية بالغة التعقيد والله لو أُتيح للرجل العمل في ظروف عادية بكامل معينات الدولة الرسمية بتوفير كافة الاحتياجات بمختلف مسمياتها مما يساعده علي اداء مهامه علي اكمل وجه لما جاع الطيرُ في سماء الخرطوم .
التشبه بالرجال فلاح أنه تشبَّه بسيدنا عمر بن عبدالعزيز في خوفه من ولاية آمر المسلمين إنه رجلُ أثبت جدارته في الميدان علي ارض الواقع علي مرأي ومسمع كافة جموع الشعب السوداني في الداخل والخارج والكل شهد له بذلك ومن شهد له الناس في الارض شهدت له ملائكة السماء عند رب العباد .
احمد عثمان حمزة والي الخرطوم أسماً علي مسمي أخذ من اسم النبيﷺ الرحمة ونال من أسم ذوالنورين العطاء والانفاق ثم كان نصيبه من اسم سيد الشهداء حمزة الفارس قوة الشكيمة وعزة النفس ونقاء السريرة وسرعة التِجوال في الميدان وسرعة الرمي و التسديد الموفق ان المقاتلين ليس من يحملون البندقية فقط بل من يكون خلفهم يُمسك بالقلم لادارة الأعمال التي يُعبد بها الطريق للمواطنين ليهنؤون بالطمأنينة وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة هذا ليس باقل أجراً وثواب ودرجة من المجاهدين والشهداء
الاخ حمزة لا يُريد جَزَاء وَلَا شُكُورًا من احد بل ابتغاء وجه الله تعالي ويرجوا الثواب من عند التواب ، نحن اذ نشكره من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله ،ومن باب حث الاخرين ليحذوا حذوه في تحمُل المسؤلية والوفاء بالعهد العظيم والنأي بانفسهم عن الهوي الذي يورد صاحبه مورد الهلاك والعياذ بالله
لا يسعنا الا ان ندعوا الله عزوجل ان يوفق والي الخرطوم لما فيه خير البلاد والعباد وان يُلبسه ثوب العافية في الجسد والبركة في الاهل والولد ، ربح البع ابا عثمان ربح البيع أبا عثمان ان الكلمات لا توفي الرجل حقه الذي ننشد ولكن نترك جزاءه لله كما ترك النبي صلي الله عليه وسلم جزاء ابي بكر رضي عنه لله رب العالمين
مشاركة الخبر علي :