لا تثير مكامن البوح فينا ياصديقي، لربما يكون دفق الخواطر تهويماً بين خلجات ذواتنا وهي تجيد التمرد على ما في ايدينا من منح، وتتوق تخبطاً إلى ما خلف الُحُجب.. وإن ابيت عَتْقِي!! وأبتْ هي السكون فهاك قولي،،،
نعم هكذا إستشْعِرُ أنا الأمر -عزيزي- فنحن ترهقنا، حالة الهِروب الفطري من حالنا القائم إلى ما نعتقد أنه الأفضل ولكننا حقيقةً لا ندرك الأفضلية يقيناً إلا بعد فوات الآوان كما أننا نتغافل عن أن التَوقَ للتغيير ليس خياراً !!بل هو سنةٌ من سنن خلقنا في هذا الكون ولا نملك فيه إلا فُسحة التبصُّر وإعمال الحِكمة بعد إمعان النظر في مواضع أقدامنا كي لا يكون هروبنا مجرد زهد فيما نحن عليه وخبط عشواء دون غاية مدبّرة، ونحن نعلم أن سنن التغيير تلزمها مكابدة راشدة وهي آمراً بأمر الله فينا ماضٍ إلى ما نجهل وربما تسوقنا إلى ما لا نشتهي، طالما كانت صفةٌ لازمة من صفات خلقنا أخبرنا الله بأحوالنا فيها وحياً بآياتٍ محكمات ستظل فينا ماضًية إلى يوم نلقاه،،
ورغم بوح الخالق في حالنا حينما أذِن بالتدافع وجعله بينا تحدياً مستحقاً لا خيار لنا في المُضي به أو الزهد فيه، حينما أصدر أمره لنكون كما إقتضت حكمته تمكيننا من خلافة الأرض وتكليفنا بإعمارها!!
{وقد خلقنا الإنسان في كبد}
ولكننا لم ولن نستطيع مجاراة التحدي {حاشاه تعالى أن يجارى ) وخسئنا أن نجعل حُكْمَه فينا خياراً يؤخذ به ويرد، وها هو سلو المكابدة والتفلت المعهود في احوالنا وتمشدقنا لعناً لِما نحن فيه من حال،بل والسعى جهلاً ودون هدى لتغيره، رغم أننا لا نملك اليقين بسوءه ولا العِلْم بصلاح سواه ،، إلى أن يأتي حيناً يكون فيه الظن يقيناً في سوء تقديرنا ومجاراة الدافع الفطريّ دون رُشْد!! ونعلم أن اليقين جزماً لا يأتي إلا بعد فوات الاوان وزوال المنح التي كانت !! وهكذا نخسر التحدي وهو معلوم!!ونكرر الخسران وهو بائن المآلات ايكون السقوط حتمي رغم كشف الإمتحان بل وإعلانه سفراً نتدارسه في خلواتنا تعبداً ويقرأ علينا راتباً ونحن خشوع نتدبر،،!!!!
عفواً ،،،لقد حلَّقتْ بي الفِكَر في فضاءات نفوسنا المجبولة على التقصي والتطلع إلى ما بعد المدى المتاح!خَلْقاً وفطرة ، فأنطَلَقت الروح سمتاً رتيباً تكابد مشقة البحث عن شوارد الأماني! فهِوَّمْتْ وهامَ متابعي في تقاطعات حالنا وضلَّت الحروف طريق الحقيقة بين متاهات خواطري ،، وأعياني في دروبها السفر إلى حيث تكون الأماني قناعة ويكون الحلم متاح !!
والآن ..الآن يا رفيقي لابد من الهبوط ناعماً كان أو إضراري درءاً لمخاطر غفوة الضلال وعلى أمل ان نعود إلى حيث كانت البداية ليكون التبصر قبل الإنطلاق وعداً ناجزاً !!
نعم لقد قررنا الهبوط حتى لا نملُّ طول الرحلة، او نغفوا فتأخذنا الزوابع إلى ما لا نشتهي!!!
————
لا تتعجب عزيزي هكذا انا،،
قد يقدح الأمر في خاطري أمراً
فتشتعل القرائح خارج اطار
السيطرة فاسترسل وربما
أُذْهِبُ حتى يمِلُّ النديم،،،،
عادل هواري
فجر الجمعة
٢٦/إبريل/٢٠٢٤م
سنة ثانية حرب
مجتمعية قذرة
مشاركة الخبر علي :