اعتمد نظام الحكم الفيدرالي القائم في السودان على الضباط الإداريين لإدارة شئون المحليات بدلاً عن المعتمدين، وذلك في إطار تأهيل الولايات من حيث البنيات التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يمكنها من الاستقلال المادي والإداري، كهدف أساسي للحكم الفيدرالي ينسجم مع تطوير الحكم المحلي الذي يعتبر قاعدة لهذا الحكم.
واقتضت الضرورة إحياء دور الضابط الإداري لتقنين اللوائح والرقابة على العمل التنفيذي الذي يقودوهوا مع القيادات المتخصصة للخدمة المدنية في مستوى المحلية .
من المهم جداً أن نعي أن أهم دور للمدراء التنفيذيين في المحليات هو تقديم الخدمات للمواطنين وتحقيق الأمن الاجتماعي في المحليات المكلفين بها.
الأستاذ خالد عبدالغفار الشيخ يعتبر من الضباط الإداريين الأكفاء، وتم الدفع به لإدارة الأعباء في محلية شندي في ولاية نهر النيل.
ومعلوم أن مدينة شندي تعتبر منطقة تماس مع ولاية الخرطوم والتي تدور فيها حرب ضروس من قبل مليشيا متمردة ومتفلتة تعيث فسادا في البلاد.. دمرت وقتلت العديد من المواطنين الأبرياء.
كان لا بد من العمل على تأمين مواطني شندي وتأمين أطراف المحلية حتى لا يتسلل إليها هؤلاء الغزاة.
وتم تكوين لجنة أمنية برئاسة المدير التنفيذي وعضوية مدير شرطة المحلية ومدير جهاز المخابرات وممثل للفرقة الثالثة في شندي لهذا الغرض.
لا نشك في مقدرة المدير التنفيذي في إدارة هذا الملف المحوري المهم، ولكن نقول إنه مثقل بالعديد من المهام التي تصب في صالح مواطن المحلية من متابعة لأداء الادارات المختلفة ومراقبة عمليات النظافة وتنظيم السوق ومعالجة إشكالات المياه وتقديم الخدمات وغيرها، كما أن انتشار الحرب في عدد من الولايات خلاف الخرطوم يجعل ولاية نهر النيل ان تلتزم الحذر وخاصة مدينة شندي التي تعتبر في وجه المدفع وما حدث من استهداف مسيٌرات العدو للفرقة الثالثة مؤخراً يعضد من حديثنا.
كل هذه الأسباب تدعونا لمطالبة والي نهر النيل الدكتور محمد عبدالله أبوقرون لإسناد مهمة رئاسة اللجنة الأمنية في محلية شندي لأحد العسكريين الأكفاء من ضباط الفرقة الثالثة أو من المعاشيين ذوي الخبرة العسكرية والتخطيط الاستراتيجي، المرحلة الحالية تتطلب ذلك، وأمن الوطن والمواطن خط أحمر يجب حمايته والحفاظ عليه.
بحمد الله محلية شندي الآن تتمتع بالأمن والأمان، ولكن لا بد من مواكبة الأحداث في ميدان المعركة واتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات تصب في المصلحة العليا حتى لا يأتي علينا يوم ويخيم (البُوم الشؤم) على رؤوسنا.
مشاركة الخبر علي :