دكينيات(٢٠٠)....
* هذا مقالى رقم (٢٠٠) فى سلسة دكينيات وهى ليست مقالات صحفية فقط تنقل الاحداث اليومية انما مقالات فيه شى من التحليل السياسى وتوثيق لمجريات الاحداث اليومية للحرب التى اجتاحت السودان والخرطوم فى ١٥ ابريل ٢٠٢٣م.
*افرد هذا المقال لمشاهداتى وتاريخى وتاريخ اخوانى واخواتى وجيلى وتضحياتهم فهم جيل منهم من ولد فى عهد الإنقاذ ومنهم من نشأ وترعرعه فى عهد الإنقاذ من ٣٠يونيو ١٩٨٩م حتى اليوم.
* اصاله عن نفسي ونيابه عن جيلى من الشهداء رحمه الله عليهم والاحياء أطال الله في أعمارهم والذين ولدوا فى عهد نظام الإنقاذ.
* نحن جيل عاش وترعرعه وولد فى عهد نظام الإنقاذ لم نعيش تفاصيل ما قبل الإنقاذ ولكن عشنا كل تفاصيل نظام الإنقاذ ونحن طلاب مدارس وثانويات وجامعات ومعاهد عليا قمنا بدورنا كطلاب مساندين لنظام الإنقاذ انذاك ووقفنا مع القوات المسلحة جنبا إلى جنب قاتلنا معها واصبنا باصبات أصبحت عاهت مستديمه لبعضنا واستشهدا بعض من جيلنا فى السودان الكبير وهم شباب بين الثامنه عشر والخامسة والعشرين من العمر انذاك تاركين مقاعد الدراسة من أجل السودان قيما واخلاقا وديننا لم نخزل قيادة الدولة لان الواجب يفرض علينا حمايه وطننا السودان ونظرا للظروف الصعبه والمنعطف الخطير والتحديات الكبيره التى واجهت السودان انذاك فى بدايات تسعنيات القرن الماضى انخرط جيلى مجاهدات مع القوات المسلحة قدم الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح واليوم نشاهد جيل يكمل المسيرة ويقدم الشهيد محمد الفضل وهو من مواليد التسعينيات اى بعد مجى الانقاذ بسنوات...
*ثم أتى بعدنا بسنوات جيل واصل المسير أمثال الشهيد دفع الله الحسين والأخ شهاب الدين برج واخوانهم فى الالفنيات تكملة للمسيرة تقبل الله الشهداء فى علين وبارك الله فى الأحياء منهم وشفاء الجرحه والمصابين وهم الان يقاتلون كتف بكتف مع القوات المسلحة فى معركة الكرامة دفاعا عن الوطن والحرائر المغتصبات.
* قيادة الدولة فى عام ٢٠٠٥م بعضا منا خرجين وآخرين فى الدراسة اجرت مفاوضات مع الحركه الشعبيه لتحرير السودان بقيادة دكتور جون قرنق وتوصلت لاتفاق سلام او قفت به نزيف الدم وفقدان الأرواح وكان حلا للمشكلة برغم ما فقدنا من أرواح سودانيه شبابيه طاهره كانت تقاتل والمفاوضات مستمرة فى كينيا نيفاشا فكان الشهيد مهندس زراعى خضر عبدالوهاب(جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا) والشهيد الخير على أحمد(جامعة ام درمان الاسلاميه) فى توريت ونيفاشا مستمرة فى التفاوض واقتربت من التوقيع..
*ثم حدث انفصال جنوب السودان المفجع فى عام ٢٠١١م وكان لابد من احترام ارادة شعب جنوب السودان نسأل الله ان يجعله مستقرا أمننا لدى اخواننا الجنوبين وان تتاح لنا الفرصه فى سلام ومحبه وأمان لنزور دولة جنوب السودان ونترحم على تلك الأرواح الطاهره التى قبرت فى ارض الجنوب لاكثر من خمسة وعشرون الف شهيدا من خارج منظومه القوات المسلحة.
* تجاوزنا مرارة المفاصله الشهيره فى أواخر تسعنيات القرن الماضى للحركه الاسلاميه وتعددت واجهاتها السياسيه لكن لم تتغير مبادئنا والتزمنا الصمت وخرجنا من كل الواجهات السياسية بل ادخل منا السجون لسنوات لتحول نظام الإنقاذ الى نظام سلطوى قابض ولكن كنا ندرك ان عدونا كان متوحد ومتربص بنا ويريد ان يقضى علينا بضربه واحده.....
* حدث تغيير فى أبريل ٢٠١٩م كانت ملحمه وطنيه من جيل ولد وتربى وتعلم فى عهد نظام الإنقاذ ثم ثار ضد الظلم والتهميش والعطاله وصعوبة الحياه الاقتصادية التى كانت عامه علينا وهذا حقه وشاركه معه الكثيرين من أبناء الاسلاميين والشباب الحركى يريدون التحول الديمقراطي وممارسه حقهم كجيل فى قياده السودان والحزب والحركه أمثال هشام الشوانى وذلك لتمسك القيادة بالمواقع ورفضهم للشباب والتبادل السلمى للسلطة فى الحزب والحركه والحكومه حتى جاء الطوفان من الخارج بتنسيق من داخل الحكومه والحزب واللجنه الامنيه لنظام الإنقاذ التى يتراسها المشير عمر حسن أحمد البشير قبلنا بذلك التغيير لأنها سنه الحياه رغم مرارة الخيانه العظمى التى بدأت منذ ١٩٩٩م واستمرت حتى ٢٠١٩م حفاظا على الارواح والسودان عامه واحتراما لارادة الشعب السوداني التى طالب فيها بالحريه والعدالة والسلام قبلنا بذلك مهما كان الثمن من زله واهانه وتشريد واعتقالات واتهامات باطله زجت ببعض اخواننا فى السجون لشهور عديده من قبل لجنة ازالة التمكين من أجل تفويت الفرصه لاعداء هذا الوطن ومنعا للتدخلات الخارجية املا فى تحول ديمقراطي نستعيد فية منظوماتنا المخططفه وندخل فى تنافس سياسى شريف بانتخابات حرة نزيهه وتم اعداد اوراق علمية للمراجعة واستشراف المستقبل.
* نعم نحن نرغب ونسعى للحريه والسلام والعدالة وقيادة الشباب لمسيرة الوطن الظافره.
* نحترم ونقدر ونثمن دور قواتنا المسلحة الباسله التى خبرتنا وخبرناها فى معارك ضد أعداء الوطن.
* نترحم على كل الأرواح التى ذهقت فى هذا التغيير الكبير( ديسمبر٢٠١٨م وابريل٢٠١٩م) نسأل الله أن يتقبلهم ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
* لم يقوم قادة السودان السياسين والعسكريين بعد التغير باعلاء قيم الوطن وتغليب المصلحه السودانيه العامه وان تتوافق القوى السياسية على فترة انتقاليه بتوافق يشمل الجميع وتكوين حكومه كفاءات مستقلة مهمتها إصلاح معاش الناس وامنهم والإعداد للانتقال الديمقراطي عبر انتخابات حره نزيهه شفافه يشهدها كل العالم.....
* لم يفسح الساسه السودانيين المجال للشباب الذين قادوا التغير فى ١١ ابريل ٢٠١٩م ليقود المسير لأنهم قدموت تضحيات اكثر فى الماضى والحاضر وان لا يكرروا التجارب السياسية السابقة التى حدثت بعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م وتصدر التنظيمات المهنية والاحزاب السياسيه بالتمسك بالسلطة والقيادة دون استحقاق انتخابى فى الاحزاب والحكومة الانتقالية لان الشباب أصبح اكثر وعيا وادراكا وتضحيات فى اى تغيير حدث فى السودان فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م وابريل ٢٠١٩م كانوا اساسين فى التغيير ولكن يتم الاستبعاد. ولكن دخلت القوى السياسية التى استولت على الدولة بعد التغير فى تحالفات ومشاحنات ادت لضياع الدولة وضياع الفترة الانتقالية ثم دخول البلاد فى حرب شملت كل ربوع البلاد نحتاج لزمن للخروج من هذا المأذق.
* الان هنالك دعوة من بعض المواطنين يتمسكون بحكم الجيش للسودان بعد الحرب لانهم ذهدوا فى القوى السياسية التى اثبتت فشلها بعد ثلاث ثورات او هبات شعبية. ايها الشعب السوداني تمسك بالفترة الانتقاليه القصيره لأنها ذات أهداف محدده ولا تظهر فيها الاختلافات ومن ثم التحول الى حكم ديمقراطي مدنى الذى هو مطلب كل الشعب السوداني.
* ما يهمنا الآن مصلحه الوطن والحفاظ على وحدته وقواته المسلحه وهويته الاسلاميه والموروثات والاعراف والتقاليد والتنوع الثقافى للشعب السوداني وإطلاق الحريات العامه وكفالة حق التعبير والتجمع والاحتجاج واستمرار الحوار بين مكونات الشعب السوداني دون ثنائية متضاده بعد نهاية الحرب واستقرار السودان وسلامة.
* كما يجب تقديم كل المفسدين إلى العداله فى ( فترةالإنقاذ وفترةالحريه والتغيير المركزية وجناحها العسكرى مليشيا الجنجويد وكل من اجرك فى حق الشعب السوداني......الخ) محاكمه عادله واسترداد الحق العام والخاص واطلاق سراح المعتقلين الذين ليست لهم ادانه جنائية او حق عام.
* شكرا للقوات المسلحة التى حفظت دماء الشعب السوداني فى حرب الكرامة وانحازت للتغيير فى ١١ ابريل ٢٠١٩م وتخوض اليوم معركة وجودية شرسة بدعم دولى واقليمى لمليشيا الجنجويد واثبتت انها قوات وطنية ذات عقيدة قتالية راسخة...
* التغير الذى حدث فى ١١ ابريل ٢٠١٩م قبله الشعب السوداني وكل الاجيال لانه كان سيحدث يوما ما لا محال واصبح جيلنا بعضا منهم محايدا واخر منحازا له أملا فى عملية سياسية ناجحه نستشرف فيها المستقبل وعندما اندلعت الحرب فى ١٥ ابريل٢٠٢٣م انحازة للوطن والقوات المسلحة وحمل السلاح....
* كنا نسمع ونشاهد الجنرلات الذين كانوا فى اللجنه الامنيه لنظام الإنقاذ برئاسة المشير عمر حسن أحمد البشير وهم يتبارون ويتباهون بالقبض عليه وهو يصلى فى المحراب صلاة الفجر لكى ينالون ثقه القوى السياسية التى يجمعها اعلان الحريه والتغيير المركزية انذاك والتى لم تثق فيهم طالما هم خانوا قائدهم قامت بطردهم من المشهد السياسى(بن عوف، قوش،كمال عبدالمعروف،عمرزين العابدين،جلال الشيخ،الطيب بابكر.....الخ) واصبحوا لاجئين فى دول الجوار وآخرين فى الداخل يحلفون بالطلاق انهم أبطال ذلك التغيير انها الخيانه لله ورسوله والمؤمنون وسلموا البلاد للاجانب التى حافظ عليها قائدهم الذى خلعوه بعد ثلاثين عاما ووضعوه فى مكان آمن لكى يخلو لهم حكم السودان وتقبل جيلنا أيضا ذلك فى إطار واجبهم وتقديراتهم بالقوات المسلحة لكن كان المحزن ان يتباهى بعض القادة بذلك ويصرحون بذلك فى المناسبات لكى يكسبوا به سياسيا وهى كانت فى تقدير بعض جيلى خيانة كاملة دون حياء ...
* ان جيلى والاجيال التى تلتنا لم يخونوا وطنهم ولم يخزلوا نداء القائد العام للقوات المسلحة فى حرب الكرامة ضد تمرد مليشيا الجنجويد استنفر كل من وجد فى نفسة القدرة على حمل السلاح مع القوات المسلحة دفاعا عن الوطن والحرائر فكانوا جرحا وشهداء فكان الشهيد الباحث الدكتور النعيم يوسف عباس(ابو يوسف) واحد من أبناء جيلى الممتد من جيل الشهيد على عبدالفتاح فهو الباحث المقتدر والناجح فى اكاديمياياته والطبيب القادم بكل جداره فهذا هو جيلنا لم نخن وطننا.....
دكتور عصام دكين
مشاركة الخبر علي :