*💢توالت الأحزان علي رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بجرح الوطن الغائر، وفقد ثلة مباركة من أبناء القوات المسلحة خاصة الحرس الرئاسي ال35 الذين إستبسلوا أمامه وسقطوا جميعا شهدا دفاعا عن رمز السيادة الوطنية صبيحة 15ابريل*
*✳️وتتوالي الأحزان بفقد الأحبة يوما بعد يوم في صفوف القوات المسلحة وعامة الشعب السوداني ، فلا جرح فينا يلتئم، لتنزف جراح جديدة، وكلما جفت دمعة حزن، نزلت أخريات محلها، حتي وقعت الفاجعة الاليمة كالبرق الصاعق بوفاة محمد عبد الفتاح البرهان علي قلوب أهل السودان بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية ،ترجم ذالك من خلال النعي والاحتساب وبرقيات التعازي التي ضحت بها الاسافير .*
*✳️ غادر محمد دنيانا الفانية، في زهرة شبابه يتبعه محبة عارمة ودعوات مخلصة لا تحول بينها وبين الله حجاب وعطاء ثر في عمل الخير ليلتحق باسلافه واجداده الصالحين المشائخ الاعلام الشيخ (ودبانقا الحفيان ) المعروف بالشيخ محمد (بانا نقاءه حفيد الشيخ موسي ابو دقن) سليل البضعة الطاهرة*
*صاحب القلعة الشامخة التي شهدت ميلاد العلماء والابطال والفرسان واحتضن ثراها الأفذاذ من كمل الأولياء وجهابذة الرجال.*
*✳️الفقيد الشهيد محمد البرهان من الجيل الذهبي الذين كتب الله عليهم الابتلاء والامتحان والشهادة في طلب العلم، عن أبي الدرداء رضي الله قال سمعت رسول الله صلى الله يقول: ( من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا الي الجنة وان الْمَلائِكَةَ لتضع أَجْنِحَتَهَا لطالب العلم رِضًا بما يصنع) رواه الترمزي وقال حديث حسن صحيح*
*💢 الحقيقة أن لا شيء أصعب في الدنيا من آلام (الفقد)، فعندما يتجرع الإنسان هذه الآلام مرة والاخري تكون الأمور أصعب وأشد، ولكن ماذا نقول، امام اقدار الله سوي القبول بخيارنا فنرضى ونؤمن بالقدر خيره وشره.مهما توالت الابتلاءات والاحزان*
*✳️قال تعالى؛ ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (البقرة/ 155 – 157)*
*💢لقد اخبرنا الله تعالي عن حتمية وقوع الابتلاء لعباده المؤمنين بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته الكونية ، ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) (محمد 31 ) وقال : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) (الملك2)*
*✳️الابتلاء تارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع كحالنا اليوم في السودان، فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ،( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) بقليل من ذلك لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع كله ، لهلكوا ،*
*💢اما المحن فانها تمحص لا تهلك ( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) يبتليهم بذهاب بعض أموالهم.* *وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك، وقطاع الطريق وغير ذلك.*
*( وَالأنْفُسِ ) ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) الحبوب وثمار النخيل والأشجار والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه.*
*✳️هذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارةوالحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان ،وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى:(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)*
*رحم الله الشهد محمد عبد الفتاح البرهان ورحم الله شهداء معركة الكرامة الوطنية ورحم الله كل من فقدناهم من احبة خلال الحرب، اللهم ارحم موتانا وموتي المسلمين ولأسرة الفقيد الصبر والسلوان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .*
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
*🌏شبكة المحيط الاعلامية*
*اضواء البيان نيوز*
*د.احمد التجاني محمد*
*رئيس التحرير*
*الاحد/5/مايو/2024م*
*الموافق/26/شوال/1445*
مشاركة الخبر علي :