حرب السودان ....دوافعها خيانة... وسير معاركها غريب ...ومصيرها مجهول !!
بقلم/ إبراهيم مليك الحرب الدائرة فى السودان من أغرب حروب العالم ! فهي بدأت بين شريكين بينهما علاقة قديمة وصداقة حميمة (البرهان ..حميدتي) كانا يقاتلان جنباً إلى جنب من أجل القضاء على التمرد ! جاءت الثورة المشؤومة والتى أطاحت بالنظام الذي صنع قادة مليشيا الدعم السريع .. تحالف الدعم السريع مع بعض قيادات الجيش وبعض الكيزان والحركات المتمردة وأحزاب الحرية والتغيير وأصبحوا شركاء فى الحكم وهي أغرب شراكة سياسية فى العصر الحديث !! ثم اتفق قادة الدعم السريع وأحزاب الحرية والتغيير حول الاتفاق الإطاري وتحالفوا ضد قادة الجيش الذي أطلقوا عليه جيش الفلول وغدروا به فكانت بداية الحرب التى أعدوا لها جيداً !! والأغرب أن معظم قادة الحرية والتغيير من الجلابة ودولة ٥٦ كما يردد جهلاء مليشيا الدعم السريع الذين تحركهم الدوافع العنصرية والمؤثرات القبلية هم حلفاء ومستهدفون فى آنٍ واحد.!! مليشيا الدعم السريع التى تتكون من بعض كيزان دارفور الانتهازيين وبعض زعماء القبائل التى تنازلوا عن كرامتهم وتاريخهم واتفقوا على محاربة الجيش الذي قوامه أبناء دارفور والهامش !!استعانت مليشيا الدعم السريع بمرتزقة أجانب وبدعم إماراتي وتواطؤ بعض دول الجوار الأفريقي فزحفت على الحاميات العسكرية فى دارفور فأسقطت معظمها بطريقة أشبه بالدراما مما أثار غضب قادة الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاق جوبا فأعلنت خروجها عن الحياد والدفاع عن بقية أمجادها وحفظ ماء وجهها !! سيطرة مليشيا الدعم السريع على دارفور أدى لارتكاب فظائع وجرائم بحق أهلها فزادت معاناة المواطنين وارتفعت وتيرة الصراعات القبلية والاصطفاف القبلي فى دارفور بصورة لم يسبق لها مثيل !! من خلال الحرب الدائرة الآن يتبادر سؤال مهم حول أيهما يستغل الآخر ؟!! هل مليشيا الدعم السريع التى تقاتل الجيش تريد استغلال الحرية والتغيير لتنفيذ مشروعها الرامي للتمكين القبلي والجهوى؟!! أم أن الحرية والتغيير تريد استغلال مليشيا الدعم السريع لتنفيذ مشروعها السياسي الرامي للانفراد بالحكم تحت قوة و سلاح الدعم السريع؟! أم أن الاثنين يتم استغلالهما لتنفيذ مشروع بعض دول الخليج الذي يهدف إلى إبعاد الإسلاميين من السلطة فى السودان ومطاردتهم والتنكيل بهم حسب خطة دويلة الكيان الصهيوني التى تدير كل الحروب القذرة فى العالم ومن ثم سرقة موارد السودان عبر حكومة تحرسها مليشيا فوضوية ؟!! حرب أجندتها واضحة و مشروعها السياسي معد بعناية ينفذه العملاء من أبناء السودان بكل إخلاص وتفانى !! حرب شلّت أفكار المحللين السياسيين وأعجزت قيادات الدولة السودانية ونخبها ومفكريها من الوطنيين المخلصين الذين يتفرجون وهم يرون الوطن يهوى دون أن يحركوا ساكن !! حربٌ تعتبر كلفتها فى الخسائر البشرية هي الأعلى فى الحروب الحديثة ولم تكن هناك بارقة أمل لإيقاف هذا النزيف !! حربٌ قسمت المجتمع السودانى داخل القبيلة والأسرة الواحدة ففرقت بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه وقطعت الأرحام وباعدت بين الأحباب !! حربٌ لا أحد يستطيع التكهن بمصيرها ولا مآلاتها ولا أحد يعرف متى ستنتهي وكيف تنتهي..!! إنها أشبه بحرب الهرج والمرج يخوضها جهلاء من أنصار مليشيا الدعم السريع لا يدرى المقتولُ فيها لم قُتِل ولا القَاتِلُ فيها لِمَ يقتل أخاه وهم يساهمون فى تدمير الوطن باندفاع أعمي !! إنها حربُ السحرةُ والمسحورين ، والعملاء والمأجورين!! حربُ الأغبياء الحمقى ضد وطنهم وشعبهم ! فهل يفيق هؤلاء ويدركوا حقيقة أن هذه الحرب هي ضد الشعب السوداني وإرادته وهي تجارة خاسرة ؟! أم تأخذهم العزة بالإثم ويستمروا في تدمير السودان ؟!! إن البداية الصحيحة لإيقاف الحرب هو إبعاد تجار الحروب الذين جعلوا منها وسيلة للتكسب السياسي والمادي دون النظر لتكلفتها البشرية والمادية ... على قيادات القبائل التى تمثل حواضن لمليشيا الدعم السريع أن ينتبهوا أنهم يدمرون شبابهم فى معارك ليست لهم وحدهم وأن الدولة لن تحكمها قبائل وإلا فلينتظروا الفناء بالتطاحن فيما بينهم مستقبلاً بسبب التنافس غير الشريف فى الوصول للسلطة... #بالوعى تنتهي الحرب .
مشاركة الخبر علي :