قال تعالي (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.)
قال الإمام النَّووي الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك .
وقال اهل الفكر والدراية ان الرجل الحكيم هو الذي يشعر الجميع بالأمان لتواجده معهم او بينهم
ان راس الحكمة مخافة الله تعالي وذلك هو العدل وخلو هذا الكون من الظلم والظالمين سافكى دماء المسلمين المتعدين علي حدود وشرع الله ،اما ان غابت الحكمة ذلك يؤدي الي كل شيً قبيح مزموم يجلب غضب الله ورسوله والمؤمنين
نتطرق في هذه المساحة لما يدور هذه الايام من اجتماعات لما يسمي بالقوي السياسية السودانية في البدء اصبح اهل السودان تقشعر أبدانهم عند سماع كلمة قوي او تكتل حزبي او سياسي اصابتهم فوبية عنيفة من جميع القوي السياسية لانهم يرون ان كان هنالك فعلاً قوي سياسية فاعلة ووطنية متجردة لما وصل حال البلاد الي هذا الدرك العميق
اجتمعوا وتنادوا من هنا وهناك تزينوا باجمل الملابس والعطور البارسية واستمتعوا بأقامة في افخم الفنادق وتناولوا ما لذ وطاب من المأكل والمشرب بانواعه المختلفة في تلك البوفيهات المفتوحة و عكفوا يتباحثون في الآمر واظن انه حسم الامر الذي كانوا فيه يستفتون
نحن نشجع وندعم كل مبادرة من شأنها ان تخرج البلاد من ازمته السياسية والاجتماعية فكريآ واخلاقيآ ونتمني ونسعي الي ان نكون في مصاف الدولة المتقدمة المحترمة ذات السيادية وحكم القانون وهذا لا يتحقق الا بالتجرد التام ونبذ الكراهية والعدائية والغوغاء وعدم الخلاف في أشياء (إن تبد لكم تسؤكم) ،الدنيا هي مربط الفرس ومحل الخلاف الكل يُريد نصيبه منها يُسابق الزمن تاركآ الآخرين خلفه يتخبتهم المس ، أن العمل في الخدمة العامة أمانة و نزر النفس لخدمة المواطنين البسطاء الضعفاء المساكين اهل الحاجة ليس بالتسلط والتسيد عليهم وازلالهم وافقارهم واستخدامهم مطية للوصول الي العُلا
الذين هم مجتمعين الآن في القاهرة لترتيب الاوراق ورسم لوحة الحكم واجراء الانتخابات في اطار مشروع قومي يقوده بعض الحكماء كما ذكر التقرير هذا عمل جميل اذا توفرت فيه العناصر التي ذكرناها آنفاً غير ذلك لن ينصلح الحال وسوف يكون الناس داخل دائرة مغلغة كما سابقاتها ، يجب ان يكون هناك حكماء بالفعل حق وحقيقة ليس كمبارس او وأجهات حزبية او ترضيات سياسية كما تعودنا الوضع الان مُختلف تمامآ علي الجميع ادراك ذلك والأتعاظ بما سبق وعدم التهاون والاستهانة في امور لا يمكن اللعب فيها او التراخي في حسمها الامور تسير نحو الهاوية بسرعة الصاروخ وكل مرحلة معول للحفر يتناسب مع متطلباتها لتكون البدآية صحيحة لابد من وجود رجلُ رشيد قوياً امين علي رآس الحكماء ان كان متاح ذلك ،والله المستعان
مشاركة الخبر علي :