أتَّجِِهُ في هذه العجالة إلي أنْ أُحْصِي إجمالاً الاسباب التي أدَّتْ الي تعثر متحرك الخياري جهة الشبارقة مرتين إضطر فيهما للإنسحاب والتراجع الي نقطة الانطلاق بطريقة متكررة نفَّذتها المليشيا الكامنة في غابة نهر الرهد علي ميمنة صندوق الجيش موقع تمركز جيش الحركات المسلحة ..
اولاً
الخطأ الاستراتيجي في الخطة المصمَّمة علي النُّفوذ الي ودمدني من الشرق عبر محور الخياري فقط الامر الذي سهَّل مهمة المليشيا في الحشد والاستعداد للمواجهة بتنويع اساليب القتال بما في ذلك إخلاء القري من السكان الذين يمكن ان يتخابروا لصالح الجيش .
ثانياً
عجز الجيش في توظيف عوامل الطبيعة والوجود الاجتماعي لصالح خطته بل تركهما مسرحاً تنتهي اليه إمدادات المليشيا القادمة من الشمال .
ثالثاً
استرخاء القبضة الأمنية وتهاونها في ردع عناصر المليشيا المتحركة بين قري محيط مسرح العمليات ومدينة الفاو تم رصد عدد من المُصحِّحِين لمدفعية المليشيا عند مداخل بعض القري وعلي ابراج الكهرباء ..
رابعاً
التشكيل العسكري داخل ميدان المعركة يفتقد للمرونة وسلاسة الحركة الامر الذي وفر وقتاً كافياً لمدفعية الجنجا ومسيراتها في تحسين دقة اصابة الهدف وتعميق نزيف قواتنا ..
خامساً
غياب عناصر الجرأة والمغامرة بالوصول لعمق العدؤ وإرهابه أو قطع طريق الامداد عنه او وضع تكتيك مضاد لعمليات الفزع التي يتبعها بعزل بعض المناطق عن بعضها البعض ..
عليه من واقع فهمنا لطبيعة المنطقة وسلوك الكثيرين من شُذاذ الآفاق ممن أُبْتُلِيَتْ بهم مجتمعات قري هذه المنطقة التي هي بلا شك برئة منهم نري أنَّه من الصعب جداً علي أي قوي عسكرية مهما عظم عدُّها وعتادها أن تنفذ الي مدينة ودمدني من هذه الجهة دون انْ تعمد الي إنفاذ هذه التدابير :-
أولاً
لابد أنْ تنطلق العمليات العسكرية في محور الخياري بالتزامن مع عمليات عسكرية شرسة في أم القري لتشتيت تركيز الجنجا اولاً ومن ثمّ يحرم المليشيا من الاستفادة من إحتياطي قواتها المتواجد في أم القري فوق أنَّ خط أم القري أقرب الي ودمدني من الخياري وبوصول الجيش ظافراً إليها يكون قد أمسك بالمعابر الثلاثة علي التوالي كبري الشريف يعقوب كبري ودالمهيدي وكبري الفعج ..
ثانياً
يجب ألَّأ تتجاهل قيادة الجيش القيمة الاستراتيجية والإعتبارية لمدينة أم القري حاضرة المحلية مسقط رأس المتمرد كيكل والمركز الثقافي والسياسي لمكونيّ الجنجويد الوافد والمحلي فبدخول الجيش فيها فاتحاً نتوقع أنْ تسقط مرتعشة كلُّ الأيادي التي تحمل في وجه الدولة السلاح من البابنوسة الي أم ضواً بان
ثالثاً
لابد ان تطلق قيادة الجيش يد قواتها الفاتحة لضرب العابثين بأمن البلاد وسلامتها بلاهودة فعبر التاريخ لم نسمع بجيوش فاتحة منعتها الاعراف وقوانين الاشتباك من قطع رؤوس المجرمين والبطش بالمتعاونين مع العدؤ فالعار ليس في ارتكاب المجازر المتوِّجة للنصر إنَّما العار كل العار في انسحاب الجيش المدجَّج بالابطال والعتاد بحجج الالتزام بقوانين الاشتباك في الحفاظ علي حياة المدنيين ولعل أكبر قوي مدنية تساند جيشها عبر التاريخ تقول لقيادة الجيش إنَّ الذين يسكنون في بيوتنا ليسو قوة مدنية إنَّما جنود مليشيا فدكَّوها علي رؤوسهم ..
رابعاً
لابد من وضع قوات تأمين كبيرة من علي شريط النيل الأزرق جنوبي الشبارقة حتي مدخل الدندر منعاً لتوسيع دائرة القتال وحصرها في خريطة مسار متحرك المحور
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
يوسف ابوصيحة
الخميس 9/ مايو /2024 م
مشاركة الخبر علي :