بسم الله الرحمن الرحيم
▫️من المسلم به أن حوجة المجتمعات والدول لأجهزة الأمن والمخابرات تأتي من ضرورة حفظ الأمن والإستقرار وذلك بالتصدي المباشر والغير مباشر للتهديدات والظواهر التي من شأنها الأضرار بأمن الدولة القومي مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والتجسس وغيرها وأيضا بهدف حماية المكتسبات والثواب لتلك المجتمعات والدول ....
▫️كل بلدان العالم لديها أجهزة مخابرات معروفة تعتمد عليها فى صون وسلامة أمنها القومي مثل جهاز الاستخبارات الروسي (FSB) وجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكي (C I A) وجهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني (M I 6) ومن بين أبرز أجهزة المخابرات في إفريقيا الجهاز الوطني للاستخبارات في جنوب أفريقيا (NIA) يعتبر أحد أقدم وأبرز أجهزة المخابرات في القارة الأفريقية صنواً ل (جهاز أمن الدوله) إبان حكم الرئيس السودانى الاسبق جعفر محمد نميرى وجهاز الأمن الوطني في نيجيريا (DSS) وجهاز الأمن والمخابرات في مصر..
▫️المتابع لتطور المجهودات التى بُذلت من قبل الحكومات السودانيه المتعاقبه والتى من شأنها إرساء دعائم الأمن وحسب التاريخ القريب يعتبر (جهاز أمن الدوله) إبان فترة حكم الرئيس السابق المشير (جعفر محمد نميرى) من اميز الأجهزه الأمنيه.. وكان يترأسه آنذاك الرجل الثاني في نظام الحكم اللواء وقتها عمر محمد الطيب وذلك لأهمية الجهاز استراتيجياً فى إرساء دعائم أمن الدوله... وكان (جهاز أمن الدوله) من أعتي أجهزة الأمن فى المحيط الإقليمي والعالمى...
▫️عند إندلاع إنتفاضة 6 أبريل - رجب في العام 1985م وبعد الاطاحه بنظام المشير جعفر محمد نميرى تم حل جهاز أمن الدوله وإعتبر المحللون أن حل الجهاز خطأً استراتيجياً فادحاً أثرت تداعياته في الأمن القومي السوداني لفترة طويلة وعند تسلم حكومة الصادق المهدي للسلطة في أبريل 1986م (الديمقراطيه الثانيه) تم إنشاء (جهاز الأمن الداخلي) على انقاض (جهاز أمن الدوله) وكان مسؤولاً عن الأمن في السودان
▫️فى 30 يونيو 1989 جاءت الإنقاذ وسيطرت على مقاليد الحكم وتم تغيير إسم جهاز الأمن الداخلي إلى (جهاز الأمن العام) وكان يضم بداخله جهاز الأمن الداخلي وجهاز الأمن الخارجي وبعدها بسنوات تم دمج الجهازين تحت مسمى (جهاز الأمن العام) ومن ثم تم تغيير إسم الجهاز إلى (جهاز الأمن والمخابرات الوطني) وهو الإسم الذي ظل لسنوات طويلة يحمله الجهاز إلى أن تم تغييره وإستبداله مع الهيكلة التي طالت الجهاز بعد أشهر قليلة من سقوط نظام حكم الإنقاذ فى 11 أبريل 2019 فأصبح جهاز الامن والمخابرات العامة
▫️ظلت أجهزه الأمن بمختلف مسمياتها وهياكلها تُشكل مع القوات المسلحة والأجهزه النظامية صمام الأمان للبلاد والقلب النابض فى حماية الأمن القومي ومُنذ فترة حكم الرئيس الراحل المشير نميري كانت توجد شعبة بالجهاز إسمها (شعبة العمليات) وكانت تتبع للمكتب التنفيذي لجهاز الأمن وكانت قوتها تتراوح بين (20 إلى 50) فرداً وظلت كما هى بمسماها وبتبعيتها للمكتب التنفيذي لجهاز الأمن منذ تلك الفترة مرورا بفترة حكم الصادق المهدي وحتى مجيء الإنقاذ حيث ظلت (شعبة صغيرة) تتبع للمكتب التنفيذي لجهاز الأمن وتم تطوير قدرات الهيئة القتالية من شعبة صغيرة قوامها (20) فردا إلى قوة ضاربة بقوة (12000) ألف مقاتل محترف فكانت تضاهي قوات المخابرات الأمريكية (CIA) فراينا كيف عملت هذه القوات في مايو 2008 وكيف كان اداؤها إبان هجوم د.خليل إبراهيم للوصول إلى القصر الجمهوري والإستبلاء على السلطة فضلا عن عشرات العمليات والمهام الخاصه الناجحه والتى أدرجت فى سجل عملياتها...
▫️بعد سقوط الإنقاذ تعرض منسوبى الجهاز لحملة استهداف شرسة وخاصة (هيئه العمليات) وتمت جملة من الإحالات تحت عدة ذرائع وتمت فبركة تمثيلية (تمرد هئية العمليات) وهي الخطوة التي بكل تاكيد كانت ضمن السيناريو المخطط له بدقة لتمكين ونشر قوات الدعم السريع في كل المواقع الاستراتيجية التى كانت تحت حراسة قوات هيئة العمليات التى كانت فى أتم الجاهزيه والتأهيل للتعامل مع أي مخطط استهدافي للعاصمة الخرطوم في اطار حرب المدن وكامل التراب السوداني.
▫️بعد حل هيئة العمليات وسلب سلطات وصلاحيات جهاز الأمن أصدر رئيس مجلس السياده الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن المرسوم الدستوري رقم 3 لسنة 2024م، أجاز من خلاله مشروع قانون جهاز المخابرات العامة لسنة 2010 تعديل 2024م، وذلك بعد اجازته في الإجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء ووجه المرسوم مجلس الوزراء وجهاز المخابرات العامة والجهات ذات الصلة وضع المرسوم موضع التنفيذ وبذلك يعود الجهاز بقوة حاملا صلاحيات إضافيه تتعلق بالَحرب والأرهاب الإقتصاد فضلا عن صلاحيات البحث والتحري اللازمين للكشف عن اي اوضاع او وقائع أو مناشط او عناصر يكون من شأنها المساس بأمن السودان القومي وسلامته وفقاً لأحكام للقانون وتقديم الراي والنصح والمشورة والخدمات في المجالات الأمنية والاستخباراتية لأجهزة الدولة المختلفةوالكشف عن الاخطار الناجمة عن النشاط الهدام في مجالات التجسس والإرهاب والتطرف والتآمر والتخريب إضافة إلى كشف ومكافحة الانشطة التخريبية للمنظمات والجماعات او الافراد او الدول الاجنبية او الجماعات السودانية داخل السودان وخارجه كما تتضمن تلك الصلاحيات طلب البيانات او المعلومات او الوثائق او الاشياء من اي شخص والاطلاع عليها او الاحتفاظ بها او اتخاذ ماهو ضروريا او لازماً بشأنها واستدعاء الاشخاص واستجوابهم واخذ اقوالهم والرقابة والتحري والتفتيش وحجز الاموال وفق القانون وقبض وحجز الافراد.
▫️اعتقد انه ان الأوان لكي ينهض السودان مارداً عملاقاً بعد عودة صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات العامة وقد سبقتها مشاركة هيئة العمليات فى العمليات القتاليه جنباً إلى جنب مع القوات المسلحه وقد أحدثت فرقا كبيرا فى سير العمليات القتاليه الجاريه حيث تنتهج هيئة العمليات ذات نمط القتال التى تنتهجه المليشيا فى حرب المدن والشوارع والازقه والاماكن الضيقه مع كثافة نيران مدافع الدوشكا والثنائى والرباعي والراجمات والاربيحي ونمط الهجوم المباغت وسرعة الحركه فضلا عن أن الأيام أثبتت أن هذه الحرب ليست حرب عسكرية بين الجيش النظامي والمليشيا المتمرده وإنما هى حرب معقده ذات أبعاد داخليه واقليميه ودولية تستهدف أرض السودان وموارده وانسانه...
▫️الوضع الآن يحتاج جهدا ميدانياً مخابراتياً ضخماً وعظيماً مع تضافر جهود جهاز المخابرات العامة وكل المنظومة الأمنية والعسكرية لبلورة رؤية أمنيه شامله تتضمن لتنفيذ حملات أمنية قوية وقاسية ضد الخونه والعملاء وضد رجال الأعمال الذين يعملون على تخريب الاقتصاد ويشنون حرباً على الدولة والمواطن عبر احتكار استيراد السلع الاستراتيجية والتحكم في أسعارها و منع تجارة النقد الأجنبي التي تسببت في انهيار العمله.
والله المستعان،،،
مشاركة الخبر علي :