▫️(ما حدث لم يكن انقلاباً بل غزواً أجنبياً غادراً جنّد فيه الآلاف من أجناس مختلفة ضُم إليهم بعض السودانيين من ضعاف النفوس وتم تدريبهم خارج السودان ووضعت في أيديهم أحدث أنواع الأسلحة، وشحنت نفوسهم المريضة بمشاعر الحقد الأسود).
▫️(أغدقت عليهم الأموال ووعدوا بأكاذيب وآمال فتسرب هؤلاء الخونه والمرتزقة إلى بلادنا الآمنة بعشرات العربات في فترات متباعدة عربات لها المقدرة في أن تشق الصحراء عربات خصصت وجهزت لمثل هذه الأعمال وذلك لتنفيذ مخططهم الإجرامى).
▫️(أقول لكم بأن الغزو كان عملاً خارجياً بأكمله، العناصر التي اشتركت فيه جاءت كلها من الخارج، التدريب قد تم في الخارج، التسليح تم في الخارج، التمويل تم في الخارج، وقد قدرت تكلفة هذه الحملة بما لا يقل عن خمسين مليون جنيه سوداني، وإن الوقت الذي بذل والجهد الذي عمل في هذا التجهيز كان كبيراً وكان مخططاً بقوة تعرف كل شئ عن التآمر وعن العمل العسكري وعن التحركات المختلفة لكل فرد من أفراد شعبنا في الخرطوم).
▫️(بما أننا دولة عصرية ومتحضرة تنشد السلام والاستقرار لجماهيرها ولشعوب العالم المختلفة فقد وجهت على ضوء الحقائق التي تجمعت حتى الآن بأن يُرفع الأمر فوراً إلى المؤسسات الدولية والمؤسسات الإقليمية باعتبارها صاحبة الحق الأول في مراعاة سيادة القانون وحسن العلاقات بين أفراد الأسرة الدولية وباسمكم وباسم شعب السودان فقد وجهت وزارة الخارجية بأن تدعو مجلس الأمن الدولي لاجتماع عاجل تضع أمامه كل الحقائق المذهلة التي تجمعت لدينا حول الغزو الذي تعرضت له بلادنا، وكان من نتائجه أن فقد شعبنا المئات من أبنائه وبناته وأطفاله الأبرياء الصغار والكبار، إلى جانب ما لحق به من أضرار مادية تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، كما وجهت بأن توضع كل هذه الحقائق أمام الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية علناً بذلك نكون قد ساهمنا في أن تكون هناك دروس وعبر لعدم تكرار مثل هذه الأعمال البربري).
▫️(إن التاريخ القديم لم يعرف مثل هذه الغزوات بين دول غير متحاربة إلا في حالات الانحطاط الحضاري على أيدي التتر ولم يعرف التاريخ الحديث شبيهاً له إلا في حالات الدول الاستعمارية الممعنة في الرجعية والتخلف كما حدث بالنسبة لغزو برتغال سلازار للشقيقة غينيا).
👆 تلك مُقتطفات مما جاء في نص الخطاب الذي وجهه الرئيس السودانى الاسبق المشير (جعفر محمد نميري) بعد دحر هجوم ما يعرف بهجوم المرتزقة الذى كان فى صبيحة يوم الجمعة 2 يوليو 1976.
🔸عاد الرئيس السودانى الأسبق المشير (جعفر محمد نميري) من باريس بعد أن إختتم رحلة عمل للولايات المتحدة وفرنسا استغرقت ثلاثه أسابيع وفى فجر يوم الجمعة 2 يوليو 1976 سمع سكان الخرطوم أصوات طلقات الرصاص ودوي القنابل في مناطق متفرقة من العاصمة وخرج المواطنون من منازلهم إلى الشوارع يحاولون فهم حقيقة مايجري وكانت تمر من أمامهم عربات (كوامر) علي متنها مسلحون يحملون المدافع الرشاشة ومدافع اربجي وكانت ازياءهم موحدة مكونة من (لباس طويل وقميص عراقي طويل ابيض) وكل العربات كانت جديدة وكان هؤلاء المسلحون يسألون المارة عن مقر (القيادة العامة).
🔸تقول الروايات إن العناصر المسلحه قامت بالهجوم على مطار الخرطوم وبعض معسكرات القوات المسلحة منها القياده العامه ومعسكر الشجرة ودار الإذاعة مما أدى إلى قطع البث الإذاعي كما أغلقت الكباري والمداخل بين المدن الثلاث وتم قطع الإتصالات الهاتفية وأن هذه القوة المسلحة ورغم قلة معرفتهم بجغرافية الخرطوم قد إستطاعوا أن يحتلوا مواقع داخل الخرطوم ويفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة وكانوا يجوبون شوارع الخرطوم الرئيسية بعرباتهم وتم حصار القيادة العامة والإحاطه بها كإحاطة السوار بالمعصم ومنعوا جميع من بالقيادة العامه من الخروج كما أحكم المسلحون سيطرتهم على مبنى (الإذاعة) بأم درمان
🔸فى ذلك اليوم لم يستطيع أى من ضباط القوات المسلحة الذين كانو فى منازلهم الوصول إلى القيادة العامة لأن اليوم كان يوم جمعه وكل الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للقياده العامه للقوات المسلحه كانت واقعة تحت قبضة المسلحين.
🔸قام المسلحون بقتل اللواء طبيب الشلالي أثناء عبوره لكبري أم درمان في طريقة للسلاح الطبي حيث أوقفوه وأنزلوه من سيارته وإقتادوه إلي تحت الكوبري وقتلوه رمياً برصاص المدافع الرشاشة وتركوه في مكانه لمدة يومين.
🔸طوال ثلاثة أيام وهي المدة التي كانت فيها الخرطوم تحت هجوم المسلحين ولم يكن هناك من لديه أى معلومات عن طاقم الحكومة فى الخرطوم ولا يعلم احدآ اين الرئيس نمـيري و نائبه الأول.
🔸في الخامس مـن يوليو 1976 تمكنت القوات المسلحة وبعد حرب إستنزاف قصيره من القضاء علي المسلحين الذين لم تكن لديهم نقـاط تجمع وإنما كانوا علي متن سياراتهم وكانت ذخيرتهم قد نفذت وتحديداً بدأ هجوم القوات المسلحة في الساعة الحادية عشر صباحاً لإستعادة المواقع الهامة التي كانت تحت قبضة المسلحين وبعد معارك غير متكافئة بين الجانبين نسبة لإستنزاف القوات المسلحة للمسلحين وبعد أن نال منهم التعب والإرهاق ونفاد ذخيرتهم تم تدميرهم بداية بالقوات التي كانت مرابطه بأرض المطار لمدة ثلاثة أيام كاملة ومنعت هبوط وإقلاع الطائرات وأحدثت دماراً كبيراً بالمدرج وبرج المراقبة كما تمت عملية إنزال لقوات (الصاعقة) على سطح مبني المؤسسة العامة للمواصلات السلكية واللاسكلية ووقعت معركة ضارية إحتلت خلالها القوات المسلحة المبني بعد أن حاصرته بالمصفحات وبعدها إستعادت القوات المسلحة وبكل سهولة مبني الاذاعة والتلفزيون وقد قال أحد ضباط القوات المسلحة وقتها وبعد أسر عدداً مـن المسلحين (لقد كانوا في حالة يرثي لها من الجوع والعطش هم والأسري لم يذوقوا طعاماً أوشراباً لأيام وكانوا بلا ذخيرة كافية وحتي مركباتهم كانت بلا وقود).
🔸كيف اقتحم المسلحون والمرتزقه دار الهاتف وكيف إستسلموا ؟
هنالك من عايش لحظات الهجوم على دار الهاتف (الاذاعه) فى بداية الغزو وحتى الاستلام يقول عبد العزيز عثمان الشهير ب(كديرو) في تمام الخامسة صباحاً شاهدت عربة تويوتا كتب عليها (بنغازي) كان بداخلها مجموعة من الأفراد كانوا في طريقهم إلى بوابة وزارة الداخلية الغربية لكنهم فجأة غيروا اتجاههم إلى بوابة دار الهاتف، وقال لنا أحدهم وقد كان أكثرهم صعوداً وهبوطاً (قصدنا تحسين وضع البلد) وقد كانت لهجته ليبية أصلية وكان البقية يرتدون ملابساً مختلفة، قمصان مختلفة بأكمام طويلة وقصيرة وفنايل (مخنوقة) وأحذية لا تصدر صوتاً فقد كانت أرضياتها من البلاستيك ويمضي كديرو فى القول تجرأت وسألت ذلك المرتزق (الليبي) والذي كان إسمه (حسن) بأننا مرهقون ونحتاج لراحة فقال لي بالحرف الواحد: (مرهقين أنتم أم نحن الذين وصلنا منذ الخامسة وبدأنا مهمتنا منذ الواحدة صباحاً؟!) ويضيف (كديرو) هناك شئ مهم لاحظته أثناء إنتقالنا بالشرفة فقد جاءت عربة بيجو (4 × 4) بداخلها شخص يغطي وجهه بنظارة سوداء وأشار بيديه فأجابه حسن بعلامة النصر، فواصل صاحب العربة البيجو مسيرته أما المهندس (سراج) رفض إخبارهم بأنه مهندس حتى لا يكلفوه بأي نوع من الاتصالات وقد كان شجاعاً في موقفه حتى أشفقنا عليه، وفي حوالي الثالثة صباح السبت سمعنا صوت ضرب مدرعة بالخارج فأيقنا بأنها قواتنا المسلحة جرح عدد منهم واختفى البعض الآخر وتناقص عددهم من (18) إلى (7) مرتزقة وفى حوالي الخامسة والنصف إتفقنا على إقناعهم بضرورة التسليم لسلامة الجميع فوافقوا بشرط أن يتركوا أسلحتهم داخل المبنى والنزول منها وأن نقول لرجال قواتنا المسلحة بأننا جميعاً من موظفي الهاتف فوافقنا ونزلنا وكان بعض المرتزقة يحملون أجهزة إرسال صغيرة وأثناء وقوفنا بالسلم الأرضي أمام مدرعتنا التي كانت في تأهب تام للضرب أخبرت الضابط المسؤول بأننا لسنا جميعاً من موظفي دار الهاتف وبيننا عدد من المرتزقة، لحظتها سلم المصابون منهم أنفسهم وتبعتهم البقية وفشلت الخطة في الهرب ووقعوا في أيدي قواتنا المسلحه الشجاعة التي ضربت أروع المثل ولا نريد أن ندعي الشجاعة إلا أننا نجحنا في منعهم من استخدام الأجهزة الخاصة بدار الهاتف....
🔸قائد محاولة ما سُمى بهجوم المرتزقه (محمد نور سعد) أكد أن ليبيا هي التي قامت بتمويل تسليح المرتزقة والمخدوعين الذين اشتركوا في محاولة الغزو كما قامت بالتدريب وقد كشف أيضاً إنه كان من المخطط له أن تدخل قوات كبيرة أخرى خلال الليل بعد الهجوم الأول لتعزيز موقف المرتزقة والمخدوعين ولكن حدثت (لخبطة) على حد تعبيره مما قاد إلى فشل الهجوم وقال إن التخطيط كان أن يتم الهجوم على القيادة العامة والمدرعات وسلاح الأسلحة وبقية المناطق الإستراتيجية لقلب نظام الحكم واعترف (محمد نور سعد) بأن ما حدث في السودان فجر الجمعة الثاني من يوليو 1976 هو غزو اجنبي بامتياز...وأضاف بأن انحرافات دخلت على المخطط مما أدى إلى القتل والتقتيل بتلك الصورة وحول التخطيط قال إنه تم وضعه برمته في ليبيا وقال إن مدربين ليبيين ساهموا عملياً ونظرياً في تدريب الذين شاركوا في الغزو على السودان وأوضح أن الهدف من الغزو هو تصفية النظام في السودان وإحلال ما يسمى (بالجبهة الوطنية) محله وأكد أن الصادق المهدي هو رأس القيادة السياسية للجبهة الوطنية....
♦️ راينا كيف أن عجلة الإستهداف الخارجي مدوره... وإن ما حدث فى أبريل 2023م صوره طبق الأصل مما حدث فى يوليو 1976م....
وما أشبه الليلة بالبارحه...
مشاركة الخبر علي :