النصر...رهين الصبر والثبات
هي قاعدة بل وشرط وجوبي لايتحقق انتصار إلا بتحقق الشرط فالحرب صبرٌ واللقاءُ ثباتٌ وهذه الحرب التي نواجهها ووطننا حرب متعددة الأوجه مثلما أنها متعددة الأعداء توحدوا علينا وقلوبهم شتي كلاب مسعورة تريد أن تسلبنا ارضنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وحقنا في الحياة الكريمة والمعلوم بالضرورة أن أي حرب فيها تدخل خارجي تطول وتتطاول تحقيقاً لأهداف الغزاة البغاء غزوة وهجمة الخامس عشر من أبريل كان في ظن الكلاب المسعورة من العالم والاقليم والجوار كان ظنهم وكل ظنونهم إثم وبغي وعدوان ظنوا أعتماداً علي القوة المادية ومضاءة السلاح أن ساعات قلائل تكفي لكسر جيشنا واهلنا لكنهم لغبائهم نسوا الله وقوته وجبروته ومكره وتنساوا تأريخ هذا الشعب الأبي وجيشه ورجاله المقاتلين الذين سار بذكرهم الركبان فالمستعمرون الاوائل لبلادنا من الانجليز ما غزوا أرضنا إلا من أجل الرجال الاشداءليستعينوا بهم علي توسيع امبراطوريتهم التي لم تكن الشمس تغيب عنها حتي تشرق فيها ومقابر أجدادنا في المكسيك وفي كل أمريكا الجنوبية شاهد علي ما نقول...
مكروا بنا لكن الله ربنا أشد مكراً وأكبر قوة فغيض سبحانه لشعب السودان من أنفسهم جيشاً ورجالاً كالأسود الضارية وامدهم بقوته وبمدد من عنده فكانوا علي الموعد فكسروا شوكة العدوا من أول الساعات وكنا نحن جميعاً حينذاك أما نياماً أو متسائلون عما يجري دون إحساس بأي مشاعر تجاه ما يحدث وذلك لغفلتنا وعدم درايتنا بحجم المؤامرة والقوة المستخدمة في تنفيذها حتي إذا ما زال عن عيوننا الوسن واستطالت معركة الكرامة خرج بعضنا بحسن نية وبعضنا بسيئهايخونون القيادة بل ويلمزون في كل الجيش فيرمونهم بالضعف مرة وببيع القضية مرات وما ضر الأبطال كل ذلك لكن مدد الله لم ينقطع فالتحق بالمعركة قوات أهل السودان من الأمن والشرطة والمتقاعدين حتي جاء سنام المعركة فخرجت للعالم هذا العالم التافه المفتقر للقيم والأخلاق والمُثل خرجت المقاومة الشعبية فغلبت الموازين واذهلت العالم وارجفت فرائصه وما برح يرتجف
وتحقق شعار جيش واحد شعب واحد وأصبح حقيقة شامخة وحمل كل الشعب السلاح كل فيما سُخر له بندقيةودبابة او طائرة ومدفع أو قلم وكلمة أو دعاء صادق في جوف الليل فكانت الانتصارات للسودان واهله والانكسارات والهزائم للعدو في كل جبهاته سواءاً في الميدان أو في غيره فها هي قحط المتقزمة الجنجويدية الكدمولية تلفظ أنفاسها الأخيرة في كباريهات ومواخير اديس بعد فشل مؤتمرها المزعوم فلا سلم ولا سلام مع هذا العدو في الداخل والخارج لن نمد لهم يد ونحن الاعلون بايماننا بربنا وبحقنا في الحياة الحرة الكريمة عبادة لخالقنا الذي إختار لنا بحكمته وقدرته هذه القطعة الطيبة الطاهرة من كونه وسماها السودان لنعبده عليها فاحببناها وسري حبها في دمائنا وذلك الحب جزء من الإيمان وقديماً قيل حب الوطن إيمان....
لقد دفعنا وما زلنا نسدد فاتورة ذلك الإيمان والحب قدمنا الأرواح الطاهرة والدماء الزاكية من أجل الله والأرض والعرض فلن يسلم الشرف الرفيع من الأذي حتي تراق علي جوانبه الدمُ لن نذل ولن نهان ولن نسمح لشذاذ الآفاق والاشرار بتدنيس شرفنا وارضنا وها هو النصر المبين قاب قوسين أو أدني بفضل الله وبشكيمة وعزيمة الرجال فعلينا أن نبقي جميعاً ثباتاً وعزماً ثقةًبالله وبقيادتنا وفي كل مقاتل وعلينا الا نهن ولا نحزن ولا نخّون احداً قائداً كان أو مقاتلاً إذ كيف يخون وكيف يخالف ضميره من يقدم روحه ودمه رخيصة من أجل الله والوطن والقضية إن اعتراكم بعض مما يعتري البشر من يأس أو حزن او استبطأ للنصرفالجئوا لله وللدعاء ولا تتهموا احداً ولا تهدموا صفاً وبنياناً مرصوص ضموا صفوف فالنصر بإذن الله تعالى قريب قريب
غداً ترسو سفينةأهل السودان علي جودي السلام والمحبة وتمتلئ أرضنا هذه الطيبة وعداً وقمحاً وتمني
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
مشاركة الخبر علي :