بقلم/ د.احمد التجاني محمد
هيمنت فكرة الأصل والفرع على مجمل التفكير اللغوي العربي منذ العصر القديم وحتى العصر الحديث، والمهتمُّ بالفكر اللغوي العربي وبعلوم اللغة العربية، سيُلاحظ ودون أدنى شكٍّ اطِّراد ظاهرة الأصل والفرع في الكتب والأعمال اللغوية القديمة؛ من نحوية، وصرفية، وصوتية، وعَروضية وبلاغية...
إن ظاهرة الأصل والفرع حاضرة ومبثوثة في الدراسات اللغوية كافة بمعانٍ ومدلولات مختلفة ومتباينة، وهي من أكثر القضايا دورانًا في علوم اللغة العربية حتى صارت علمًا على بعض العلوم.
وردت كلمة "الأصل" في المعاجم القديمة والحديثة، وتُطلَق على معانٍ مُتعدِّدة، والملاحظ هو تقارُب هذه المعاني رغم اختلاف طبيعة المعاجم، فالخليل بن أحمد الفراهيدي يُعرِّف "الأصل" بأنه: "أسفل كل شيء، واستأصلت الشجرة؛ أي: ثبُت أصلُها، واستأصل الله فلانًا؛ أي: لم يدع له أصلًا".
ومن المعاجم اللغوية التي أوردت كلمة "الأصل"
(معجم مقاييس اللغة) لابن فارس فقد جاء الأصل في الهمزة والصاد وما بعدهما في الثلاثي)، قال ابن فارس: "الأصل الهمزة والصاد واللام، ثلاثة أصول متباعدة بعضها عن بعض، أحدهما: أساس الشيء، والثاني: الحَيَّة، والثالث: ما كان من النَّهار بعد العشيِّ"
، وورد في لسان العرب لابن منظور "الأصلُ: أسفل كل شيء، وجمعه أصول، لا يُكسَّر
عانت حركات الكفاح المسلحة من الانقسامات والتشظي ما يقارب عقدين من الزمان وشكل الانقسامات أهم عاملاً لإضعاف الحركات التي انقطعت عن أصلها وهما حركتا العدل والمساواة وجيش تحرير السودان
خروج حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان من الحياد أعاد للحركتين المؤسستين لقوى الكفاح المسلح الزخم
كما برزت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور إلى الواجهة
لوقفته المشرفة مع القوات المسلحة وتصريحاته القوية التي ارعدت المتمردين لدرجة الهلوسة بانضمام حركته لصفوفهم .
رحلة الوحدة والاعتصام بدات تتشكل من لحظة إعلان مناوي وجبريل (التخلي عن الحياد) والوقوف مع القوات المسلحة وبات الجميع يلتمس وحدة الوجدان والمشاعر نحو الهدف المشترك إسناد القوات المسلحة السودانية في معركة الكرامة الوطنية (وهزيمة الدعم السريع)
حركات الكفاح اليوم عادت إلى الاصل واتحدت مع جبريل ومناوي وتمبور
وشهد الجميع موقف القيادات الميدانية لحركة الطاهر حجر بعد عزله لتذرعه (بالحياد ) وتكليف عبد الله يحي بقيادة الحركة والقتال مع اخوانه في حركات الكفاح بقيادة جبريل ومناوي وتمبور وترجم العودة للاصل عمليا واصبح امر مقدس.
الخطوة هذه ادخلت حركات الكفاح مرحلة تاريخية من كفاحهم لان عودة الأصل إلى الفرع يعتبر عامل قوة حتى يكون عطائهم متواصلا وحافلا وراقيا ونابضا بالحياة بما يحقق المنفستو النضالي.
تصادم المصالح الشخصية السبب الرئيسي في الانفصال وتجزئة المجزأ فضلا عن الدوافع العرقية وساهم بشكل كبير في
تشظي الحركات لدرجة هزت مشاعر الدول الصديقة التي كانت ترعى المفاوضات.
اليوم جاءت اللحظة التاريخية واوجد هدفا مشتركا واصبح عنصراً رئيسياً لحركات الكفاح للعبور وبلوغ الغايات الوطنية السامية بعد طي صفحة الخلافات والاعتصام مقابل الانقسامات والاستفادة من هذا المناخ الجديد لبناء الثقة بين كافة قوى الكفاح المشاركة مع القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية والاصطفاف خلف القيادة التاريخية لحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان بقيادة (مناوي وجبريل وتمبور)
معركة الكرامة الوطنية اقتضت عودة الفرع إلى الأصل ولجم حصان الانشقاقات وبدا الإقبال الكبير من قبل الحركات
الرافضة لتوجهات قياداتها
التي لا تريد الخروج من الحياد و الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة
علاوة لذلك تصميم جبريل ومناوي في بتر الأعضاء غير الصالحة المخالفة لهذه التوجهات والمتخاذلة مع قوات الدعم السريع المتمردة ويكفي قرار مناوي اعفاء أمين أمانة كردفان الكبرى بالحركة سالم ابو قرون وتجميد نشاطه بسبب اتصاله بمكتب الحركة في كردفان والنيل الأبيض والقضارف ودعوته بالانشقاق والانضمام لصفوف الدعم السريع.
هذه صبغة الحركة وتوجهاتها ومناوي لا يتشرف بالمتخاذلين.
عودة الفرع إلى الأصل
لحركات الكفاح يعد بداية لنهاية حقبة سالفة الذكر
فالخير في الأصل الذي يعد اساس الشيء كما جاء في معاجم أهل اللغة.
مشاركة الخبر علي :
مشاركة الخبر علي :